في رحاب آيـة
{وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}
إن الحق واحد لا يتغير، واحد لا يتيه المرء في دروبه ومسالكه، واضح لمن يريد السير فيه . أما الباطل فهو متعدد المسالك والدروب، فيه غبش يجعل السائر فيه في حيرة واضطراب وقلق دائم. قال ابن عباس في قوله: {ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله} أمر اللّه المؤمنين بالجماعة ونهاهم عن الاختلاف والتفرقة، وأخبرهم أنه إنما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين اللّه . وعن جابر قال: كنا جلوساً عند النبي صلى اللّه عليه وسلم فخط خطا هكذا أمامه فقال: (هذا سبيل اللّه) وخطين عن يمينه وخطين عن شماله وقال: (هذه سبل الشياطين)، ثم وضع يده في الخط الأوسط، ثم تلا هذه الآية: {وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون} ""رواه أحمد وابن ماجه والبزار"". وعن النواس بن سمعان عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: (ضرب اللّه مثلاً صراطاً مستقيماً، وعن جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داع يقول: يا أيها الناس هلم ادخلوا الصراط المستقيم جميعاً، ولا تفرقوا وداع يدعو من فوق الصراط، فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئاً من تلك الأبواب قال: ويحك لا تفتحه، فإنك إن فتحته تلجه، فالصراط الإسلام، والسوران حدود اللّه، والأبواب المفتحة محارم اللّه، وذلك الداعي على رأس الصراط كتاب اللّه، والداعي من فوق الصراط واعظ اللّه في قلب كل مسلم) ""رواه أحمد والترمذي والنسائي"".